Friday, 15 December 2017

ruh aur jsimm

                                                                      ruh aur jisd
                                                           

نقول : هذه نوع من الاتصال بين الروح والجسد في عذاب القبر .
لكن هل يستمر هل ينقطع إذا استمر ما حاله هذه كله علمه عند الله جل وعلا . لكن نقول جملة إن أصحاب القبور تتساوى قبورهم في ظاهرها لكن أرواحهم وأجسادهم الله أعلم بها , أما الأجساد فنحن نقطع أنها تبلى . من أين نقطع بقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل جسد ابن آدم يبلى ـ وانظر إلى تعليل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل جسد ) لأن الروح قد خرجت ـ إلا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) . ومشهور عند الناس أن أجساد الشهداء لا تبلى وهذا لا يدل عليه حديث , هذا الحديث العام مخصص فقط لأجساد الأنبياء قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) لما قيل عليه الصلاة والسلام :كيف نصلي عليك وقد أرمت ؟ ـ وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم استقر في أذهانهم وفي علمهم وهم ربيبوا مدرسة النبوة أن الأجساد جميعاً تبلى ـ فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) .
نعم نقول أن يبقى الجسد فترة من الدهر طويلة أو قصيرة دون أن يبلى إكراماً من الله لذلك المقدور وهذا ربما اطلع بعضنا على وقوعه لكن لا نجزم أن هذا يبقى إلى أبد الدهر . وقد قال أبو العلاء المعري على ما في أبا العلاء من زندقة في شعره على الأقل يقول :
غير مجدي في ملتي واعتقادي * نوح باك ولا ترنم شاد
سر إن استطعت في الهواء رويداً * لا اختيالاً على رفات العباد
رُب لحد قد صار لحداً مراراً * ضاحك من تزاحم الأضداد
وهو يقول أن أكثر ثراء الأرض كلها أصلها أجساد وقبور تدفن وتبتلى ويوضع هذا وهذا ينتهي .
لكن ثمة اتصال بين الروح والجسد يكون يوم القيامة . هذا الاتصال بعد أن ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام يقوم الناس لرب العالمين , فإذا قام الناس لرب العالمين الذي يحصل قبل ذلك القيام أن الأرواح تفارق عليين إن كانت أرواحاً مؤمنة وتفارق سجين إن كانت أرواحاً كافرة وتصل إلى الأجساد في قبورها فتتصل الروح بالجسد وتدب الحياة تعود النفس كما كانت تسمى نفساً الآن يدعى بالناس يحشرون حفاة عراة غرلا قال الله جل وعلا عن أهل طاعته : (( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) وقال جل وعلا : (( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى )) الزمر . وقال وهو الأهم : (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ )) آل عمران .
الاتصال هنا بين الروح والجسد هو الاتصال الكامل التام جداً لأن أهل الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها إذا دخلوها واطمأنوا فيها وأهل النار إذا دخلوها ووجدوا ما فيها من العناء يناد مناد : ( يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا ) .

الذي يعنينا أن هذا هو الاتصال الأبدي بين الجسد والروح قال الله جل وعلا عن أهل الجنة في سورة هود : (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ )) . وقال قبلها عن أهل النار : (( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ )) .

السؤال الأهم قبل نهاية الحلقة هو أن نسعى في تزكية أنفسنا بالإيمان والعمل الصالح والخوف من الله ومراقبته جل وعلا سراً وجهارا وليلاً ونهارا عل الله جل وعلا أن ينقلها ـ أي أنفسنا ـ إلى عالم الطهر والنقاء .

نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم حسن الوفادة عليه وأن يكتب لنا حسن المنقلب وحسن المآب أنه ولي ذلك والقادر عليه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

No comments:

Post a Comment